في خطوة جديدة نحو التطور في المجال الطبي، أعلنت مستشفى العين كرومويل Al-Ain Cromwell Hospital الإماراتية عن تطبيق تقنية جديدة وهي الولادة تحت الماء للمرة الأولى في الإمارات ،وتأتي أهمية تلك التقنية في قدرتها علي تخفيف آلام الولادة بنسبة تتراوح من 60 إلى 70 في المائة.
وأفادت تقارير إماراتية ،أن الأطباء القائمين علي التقنية الجديدة أكدوا أن هذه الطريقة الجديدة اكتسبت في السنوات الأخيرة إقبالًا كبيراً ووجدت الأمهات فيها حلا لألم الولادات التقليدية، مؤكدين أنهم على استعداد تام لإجراء حجوزات عدة لسيدات حوامل لإجراء عمليات التوليد تحت الماء خلال وقت قريب.
وهي تقنية عبارة عن وضع الأم وليدها في حوض مخصص للولادة أشبه بحوض الحمام لكن بمواصفات تتيح للأم حرية الحركة واختيار الوضع الذي يناسبها أثناء عملية المخاض، ويمكنها أن تظل في الماء أثناء المخاض وحتى مرحلة الولادة ، وهذا الحوض يكون أكبر من حوض الاستحمام العادي، ويتم تعقيمه بشكل دائم وُيستخدم فيه الماء الطبيعي النقي والمعقم، وبدرجة حرارة تتراوح ما بين 35 – 37 درجة ، وهي الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان، وتساعد عملية الولادة تحت الماء على تقليل فترة المخاض من دون اللجوء إلى محرضات طبية قبل الولادة، وبالتالي تشجع الأمهات على الولادة الطبيعية، والتي يطلق عليها الولادة اللطيفة.
وكانت مؤخرا في ايطاليا أثبتت دراسة شملت 1355 حالة ولادة في الماء أنها تتفوق علي الولادة التقليدية جديدة ،كذلك أثبتت أنها أسهل ولا تستغرق وقتا، ولا تحتاج إلي استخدام الأدوية المخدرة الموضعية، وتجنب المرأة الوجع والألم وعمليات التوسيع، ويقول الدكتور البير توني طبيب التوليد الايطالي: أن إلا أنها تفتقد استخدام جهاز تتبع نبض قلب الوليد كما في حالة الولادة العادية، وقد قارن الطبيب الايطالي الولادات في الماء مع نتائج الولادات الأخرى التي تمت في ظروف مشابهة وصل عددها 237 حالة علي كرسي الولادة و515 حالة ولادة في أماكن طبيعية فوجد أن الولادة في الماء استغرقت وقتا أقصر بشكل واضح، فقد استغرقت ولادات لدي نساء في حملهن الأول ب380 دقيقة، بينما استغرقت الولادات علي كرسي الولادة أو علي السرير 467 دقيقة، وهذا يعني أن العملية في الماء اختصرت أكثر من ساعة أي حوالي ربع زمن الولادة..
ومن ناحية أخري ثبت من خلال الولادة في الماء أن الأطباء استغنوا عند توليد النساء لأول مرة بنسبة 57 % من الحالات إلي عمليات التوسيع، كما لم تتعرض نسبة مماثلة من هؤلاء النساء إلي التمزق الذي يحدث في غالبية عمليات الولادة، وكانت هذه النسب في حالة الولادة العادية تمثل 36 % وفي حالة الولادة علي الكرسي مثلت 48 % .
كما ثبت أنه في جميع حالات الولادة في الماء تم الاستغناء عن المواد المسكنة والمخدرات الموضعية، ومن ناحية صحة الوليد فقد كان أطفال الولادة في الماء أقل تعرضا للالتهابات وخاصة التهاب الجهاز التنفسي وزرقة الأطراف، وارتفاع معدل تكسير كرات الدم الحمراء (الصفراء( .
وعن إمكانية تطبيق تقنية التوليد تحت الماء وتعميمها في مصر والقدرة علي مواكبة التطور الطبي يقول الدكتور سليم صفوت الجندي أستاذ النساء والتوليد وأمراض العقم بجامعة الزقازيق أنها مستخدمة منذ فترة في ايطاليا وأعلنت الإمارات استخدامها مؤخرا ،وهي تقنية مريحة للمرأة من آلام الولادة المعروفة ،عن طريق الاسترخاء لمدة تزيد عن الأربع ساعات ،ويختلف درجة استخدامها حسب كل سيدة،فهناك سيدات مواضع الألم عندها عالية وهي تحتاج تلك التقنية أكثر من نظيراتها من السيدات اللاتي لا يشعرن بألم كبير .
وحول تطبيق تقنية الولادة تحت الماء في مصر يقول "سليم "إن الولادة تحت الماء من السهل جدا تطبيقها في مصر ،ولكن العقبة في عدم الرغبة في التجديد والخوف عند السيدات من تغيير المعتقدات في الولادة التقليدية ،وكذلك مادية ،فمثل تلك التقنية تحتاج إلي أحواض كبيرة مثل (البانيو ) لكي تجلس فيه المرأة لتتم عملية الولادة وهذا يحتاج إلي مساحات كبيرة لتوضع فيها تلك الأحواض داخل العيادات والمستشفيات.