mohamed hassan مشرف قسم التكنولوجيا
رقم العضوية : 7 عدد المساهمات : 468 تاريخ التسجيل : 07/07/2010 الموقع : nourdeen.co.cc العمر : 44
| موضوع: كتاب مصر يطالبون بإسقاط "الإتحاد" الأربعاء مارس 02, 2011 4:26 pm | |
|
موجة من الإضطرابات تجتاح اتحاد كتاب مصر، فبعد أن قدم عدد كبير من أعضاء الاتحاد استقالات جماعية، قرر مجلس إدارة اتحاد الكتاب حل نفسه واللجوء بكامل أعضائه إلى الجمعية العمومية، من أجل نيل ثقتها، أو اختيار من تراه من أعضاء مجلس الإدارة الـ30، فى المرحلة القادمة. وهو ما أشار إليه نائب رئيس الاتحاد الكاتب محمد السيد عيد في حديثه لـ "محيط" قائلا: مصر كلها الآن تمر بحالة تغير، ومن الواضح أن المصريين بعد أن خلعوا رئيس الدولة، صارت لديهم الرغبة في تغيير كل من يمسك بزمام أمر سواء في المصالح الحكومية أو في المؤسسات الأهلية، ومن هذا المنطلق رأينا أن نترك أماكننا لكي تكون هناك انتخابات جديدة كاملة لكل أعضاء مجلس الإدارة، استجابة للظرف التاريخي الذي تمر به مصر. يشرح عيد بشكل تفصيلي أن المجلس فوض أربعة لإدارة شئونه حتى إجراء انتخابات جدية في موعد أقصاه شهران منذ قرار الحل، وهم: رئيس الاتحاد، ونائبه، والسكرتير العام، وأمين الصندوق، والسبب في تفويض هؤلاء أنهم أصحاب السلطة الذين يحددهم القانون لصرف مرتبات العاملين والمعاشات والإعانات الطبية والاجتماعية. بيت المستبدين استطلع "محيط" رأي عدد من الكتاب ، وقال الشاعر ماجد يوسف وهو أحد المعتصمين الأربعاء بمقر اتحاد الكتاب أن سبب المطالبة بتغيير مجلس إدارة اتحاد الكتاب أن بعض رموزه ظلوا بمناصبهم 20 عاماً، فلا يعقل أن تكون المؤسسة المختصة بالأدباء والمفكرين تسير على منطق الحكمة القائلة "طول الأمد يبلغ الأمل" وخاصة في بلد شهدت ثورة قلبت النظام بأكمله .
يواصل يوسف: اتحاد الكتاب يعاني القائمون عليه من بطء الموقف إزاء الأحداث الجارية، ويتبع أحيانا القرارات الرسمية بسبب أنه مدعوم من وزارة الثقافة ماديا. ويدعو يوسف لتداول السلطة داخل الإتحاد بيت الكتاب ، لا أن يتحول لبيت المستبدين الصغار ، واصفا ذلك بالمرض الذي يجب التخلص منه . كما يلفت الشاعر إلى ضرورة استقلال الاتحاد في موارده عن وزارة الثقافة وأن يتم حل تلك المشكلة البيروقراطية التي بسببها لم يتسلم اتحاد الكتاب أمواله المفروضة على كل من يتعامل مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون بحيث يقتطع من راتبه 2% لصالح اتحاد الكتاب. مؤامرة الشاعر الدكتور علاء عبدالهادي رأى أن قرار الاتحاد لم ينزل على رغبات عدد من أعضاء الاتحاد الذين يقيمون غداً الأربعاء اعتصاما مفتوحاً فى مقر الاتحاد بالزمالك، مشيراً إلى أن هناك تحايلات تمت من قبل مجلس إدارة اتحاد الكتاب من أجل البقاء في مناصبهم دون تغيير. وقد رضخ الإتحاد لإرادة أعضائه بعقد جمعية عمومية ، ولا يزال الموقف في تصعيد بحسب الشاعر فإذا لم يستجب الاتحاد ستصل ورقة قانونية بإنذار على يد محضر إلى وزير الثقافة بصفته، ورئيس المجموعة الإدارية "مجلس تسيير اعمال الاتحاد" بصفته.
يضيف الشاعر : سيتوجه بعض أعضاء الإتحاد غدا الأربعاء إلى النائب العام لمخالفة الإتحاد أربعة مواد في جلسة واحدة، أولها مادة 22 حول عزل المجلس والذي تتولاه الجمعية العمومية وليس مجلس ادارة الاتحاد، وفي المادة 32 يتحتم على مجلس الإدارة الإنسحاب لتصعيد 15 عضوا من المرشحين وهذا لم يحدث. كما خرق الاتحاد القانون بالدعوة إلى انتخاب ثلاثين عضواً والقانون ينص على أنه انتخاب نصفي فقط، المخالفة الرابعة أنهم أجلوا موعد الانتخابات كما تنص المادة 21 من القانون دون تبرير. ويسخر عبدالهادي من سلوك المجلس حينما يحل نفسه ويعطي نفسه شرعية انتخاب مجموعة تسيير أعمال جديدة من داخله . أو أن يمتنع المجلس عن النظر في استقالات مسببة وعن عقد جمعية عمومية طارئة وهو ما عده الشاعر مؤامرة لعدم تمكين مجلس جديد. دماء جديدة من جهته يرى الناقد والأكاديمي الدكتور حسام عقل أن صورة مصر بعد ثورة 25 ناير لابد أن تختلف جذرياً، حيث تتجه الصيغة الحضارية لمصر إلى مكونات المجتمع المدني الحقيقي والصندوق الزجاجي الشفاف، وقدر من التعايش بين الأطياف والتيارات، ولابد أن نقر من أن النخبة الثقافية قد رسبت رسوباً مروعاً قبل إرهاصات الثورة، فلم تستطع أن تشكل فصيلاً متكاملاً يدافع عن الحريات المدنية أو يناهض الفساد أو يقاوم الظلم مقاومة فعالة. منتقداً النخبة الثقافية بقوله : تلك النخبة الثقافية نفسها وقفت عاجزة في بدايات ثورة 25 يناير، بل نقول بوضوح وقف كثيرون من عناصر النخبة مترددين في التأييد، متحفظين في الدخول بثقلهم ينتظرون موازيين القوى واتجاهات الريح وبوصلة الحركة.
كما أن هموم المثقف قبل الثورة كانت محصورة في دائرة ذاته، بحثاً عن الجوائز أو تزلفاً إلى الأنظمة، أو سعياً إلى سفر في الخارج أو تمثيل في مؤتمرات. ونستطيع أن نقول أن اتحاد الكتاب كان مؤسسة "معدومة الفاعلية" عاجزة حتى عن علاج أعضائها ولا أدل على ذلك من هذا العدد الكبير من الكتاب والمثقفين والنقاد الذين سقطوا مرضى ووصل بهم المرض إلى حد الموت دون أن ينجح اتحاد الكتاب في مساعدتهم أو الوقوف بجانبهم حتى غيبهم الموت. وبرأي عقل فقد ظلت هموم اتحاد الكتاب عبر عقود هي تربيطات الانتخابات وأحابيلها المعروفة دون أن يكون هناك أفق ثقافي أو مشروع واضح. يواصل الناقد مآخذه على الاتحاد مشيراً إلى أن دوريات الاتحاد كانت أشبه بالنشرات الرسمية الرديئة التي لا تجسد رؤية أو تعكس حراكاً، وإذا كان هناك بعض العناصر الشابة قد نجحت في أن تضيف إلى حركة اتحاد الكتاب شيئاً من الحراك، فإن نسق الحركة ظل بعيداً عن دائرة الفاعلية والتأثير. يطمح عقل أن تتغير الأمور بعد ثورة 25 يناير، قائلا: موجة الاستقالات الجماعية التي حدثت، ثم قيام مجلس الإدارة بحل نفسه هي خطوة على الطريق لاستعادة الوعي، واسترداد منظومة الحراك، وثمة مؤسستان ينبغي أن تتغيرا جذريا بعد ثورة 25 يناير في مصر، هما الأزهر الشريف، واتحاد الكتاب. ويغدو أمراً حتمياً أن ينفصل الاتحاد عن وزارة الثقافة، وعن المؤسسة التنفيذية برمتها، ويصبح كياناً نقابياً فاعلاً ومستقلاً في موارده ومواقفه وآرائه، وملتحماً بالحركة الثقافية ومنفتحاً على كل الأطياف، تشتعل قاعاته بالفاعليات والمؤتمرات الناجعة المؤثرة، فضلاً عن تغذية دماؤه بالوجوه الشابة التي تتواءم مع المرحلة، وبغير ذلك برأيه، لا يمكن للاتحاد أن ينهض بدوره أو يقوم به. | |
|