اعترفت ناشطة حقوقية بأنها تلقت تدريبات في إحدي الجمعيات الحقوقية الأمريكية علي كيفية قلب نظام الحكم وإثارة الفتن بين المصريين وحثهم علي التظاهر وبث روح الاحتقان بينهم، وذلك عن طريق اللعب علي بعض أوجاعهم ومشاكلهم اليومية عن طريق تنميتها والتضخيم فيها من خلال الحوارات الحية والمباشرة معهم، وقالت الناشطة التي عرفت نفسها بـ«شيماء» أنها تلقت في لقائها مع برنامج 48 ساعة علي قناة المحور دورات تدريبية علي تلك الاساليب التي تعمل علي اثارة الداخل المصري وذلك في العاصمة القطرية، لمدة اربعة أيام، من خلال ما يعرف باسم «جيل جديد» التي تتخذ من دعوتها إلي سبل التغيير الديمقراطية في الوطن العربي، ستارً لهذه العمليات، أوضحت أنها تعرفت عليها عن طريق رسائل إلكترونية ارسلت إلي النشطاء الشباب في مصر تحوي ابليكيشن لمن يريد المشاركة بهذه الدورات وأقرت شيماء بأنها ذهبت إلي واشنطن، في الفترة التي حصلت بها ضجة إعلامية في مصر عن ذهاب نشطاء لمقابلة هيلاري كلينتون في الكونجرس، وألقيت والمجموعة التي معي خطابا في الكونجرس، واستمررت هناك لمدة شهر تدربت فيه، بشكل نظري وعملي علي أياد ضباط موساد وأمريكيين، علي كيفية تغيير نظام الحكم بشكل سلمي، وأوضحت أنها تلقت خلال هذه الفترة مبلغ 500 دولار يوميا تعطي للمشاركين تحت مسمي «مصروف يد» و5 آلاف دولار عند العودة، إضافة إلي تحملهم مصاريف الذهاب والإياب والإقامة هناك وشرحت بعض البنود التي تلقتها في التدريب وهي: «كيفية تحريك مظاهرات في كل الشوارع والاماكن، وأن تضع الشرطة في مأزق، باستفزازهم ثم القيام بتصعيد دولي ضدهم بدعوي انتهاكهم حقوق الإنسان، إضافة إلي تلقيهم تدريبات علي حمل السلاح وكيفية إشعال الحرائق، واهانة رموز الدولة كحرق مجلس الشعب والشوري وغيرهما، وأشارت شيماء إلي تأكدها أن ما يحدث في مصر سببه تنفيذ تلك التدريبات التي تلقاها الشباب في الدوحة وأمريكا وهو ما حدث في حرق مقر الحزب الوطني وتخريب المحال واستفزاز الأمن، مؤكدة أنه تم إنفاق أموال كبيرة علي طبع المنشورات التي تدعو للتظاهر يوم 25 يناير والتي وصلت إلي 2 مليون منشور، وأن الشباب قائدو المجموعات والتيارات تلقي الواحد منهم 50 ألف دولار للإعداد لذلك اليوم من منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية، إضافة، لو تم عمل هاكرز علي ايميلات «الليدرز» للتيارات المختلفة التي أشارت إليها سيتضح حجم التمويلات التي أرسلت لهم للإعداد لتلك الاحتجاجات، التي تأثر بها وانضم إليها شباب ليس لهم أي توجهات سياسية وبشكل عفوي.
وقالت شيماء: لاحظت تحول المطالب التي كانت تردد يوم 25 يناير وهي «تغيير ـ حرية ـ عدالة اجتماعية» لترتفع إلي المطالبة بإسقاط النظام والتمسك بالبقاء في ميدان التحرير رغم المرونة التي اظهرها الرئيس أمام تلك المطالب، وتطور الأمر إلي حدوث فوضي ووجود عصابات في كل محافظات مصر، في التوقيت نفسه، وهي كلها اشياء تلقيناها في التدريبات المشار إليها واكتشفت أنها اصبحت تطبق في مصر، وأشارت شيماء إلي أن هناك جهات خارجية دخلت مصر قبل 25 يناير للمتابعة والاشراف علي ما سوف يجري في ذلك اليوم.
مشيرة إلي أن يوم 2فبراير وبعد خطاب الرئيس انسحب جميع المتظاهرين من حركات «6 أبريل» و«كلنا خالد سعيد» بالكامل من ميدان التحرير ومن ميدان مصطفي محمود ولم يبق منهم سوي الإخوان وبعض العناصر من حماس وفي تعليق من سامح سيف اليزل الخبير الأمني، علي تلك الاعترافات قال في مداخلة تليفونية علي القناة الأولي للتليفزيون المصري، إنه يعرف هذه الفتاة بالاسم الثلاثي وقال إنها تعمل بإحدي القنوات الفضائية المصرية، ولكن في كلامها الكثير من النقاط غير المعقولة، وعلامات استفهام كبيرة تحتاج الإجابة عنها، فعلي سبيل المثال غير معقول أن تتلقي 50 ألف دولار من أول مرة تذهب فيها إلي هذه التدريبات، وأن هذه الأعمال تسمي «تدريب سري» ولا يمكن أن تتم بشكل جماعي كما أشارت، بل يتم بشكل فردي وفي مناطق محظورة وغير معلومة، وغيرها من الأمور غير المنطقية التي تسلتزم منها - إذا كانت جادة فيما تقول- التوجه إلي مبني المخابرات العامة المصرية للإدلاء باقوالها والاشارة إلي من كانوا يشاركونها في ذلك لسؤالهم والتحقق من كلامها، وأن لم تذهب سيتم استدعاؤها بشكل رسمي للتحقيق معها.
وكشف سيف اليزل عن أن المجموعات التي كانت تقذف زجاجات المولتوف من فوق العمارات علي المتظاهرين أمام المتحف المصري، تم ضبطهم واتضح أنهم يعملون لصالح طائفة معينة داخل مصر، نفي أن يكونوا من الإخوان، أو ينتمون لأي حزب مصري، بل هم أشخاص مؤجرون لصالح هذه الجهة.
وأثار حديث الناشطة المجهولة العديد من التساؤلات والجدل بين نشطاء منظمات المجتمع المدني.
وقال أيمن عقيل مدير مركز ماعت للسلام: إن منظمة فريدوم هاوس وعلي الرغم من أجندتها الخاصة التي تطالب دائمًا بالتغيير والتحول الديمقراطي إلا أن حديث الفتاة عارً من الصحة حيث شاركت أكثر من مرة في دورات هذه المنظمة ولم نتدرب إطلاقا علي كيفية قلب نظام الحكم معتبرًا أن الحديث افتقد المصداقية والموضوعية.
وأضاف عقيل أن المنظمة الأمريكية لم تعقد أي دورة تدريبية بالدوحة كما ادعت الناشطة، بل إن معظم الدورات كانت تقام في أمريكا وبعضها في جنوب أفريقيا وصربيا.
واتفق معه في الرأي محمد محيي مدير جمعية التنمية الإنسانية قائلاً: لم نتلق مبالغ مالية طائلة كما ادعت الناشطة المجهولة متسائلا: هل من المنطقي أن يتلقي الناشط الواحد 50 ألف دولار عن المشاركة في الدورة التدريبية مؤكدًا أن الدورات كانت تتناول فكرة التداول السلمي للسلطة وكيفية قيام الشباب بمظاهرات سلمية للتعبير عن الرأي، مؤكدًا أن 80% من منظمات المجتمع المدني المصرية شاركت في دورات بيت الحرية فهل يعني ذلك أننا كلنا خونة وعملاء؟
واختلف معه في الرأي محمد شلبي مدير مركز الحماية الدستورية بالمنصورة الذي قال إن 60% من أقوال هذه الفتاة حقيقي، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن توجهات فريدوم هاوس اختلفت كثيرًا عما كانت تعلنه من أهداف ومبادئ سلمية، مستطردًا أن المنظمة بدأت في ممارسة اسلوب الوقيعة بين المنظمات المصرية وبعضها البعض خاصة بعد ظهور ما يسمي ببرنامج «جيل جديد» والتابع للمنظمة الأمريكية وتصارع النشطاء علي الفوز بتولي مناصب صورية في هذا البرنامج واقتسام الدولارات.
ولفت شلبي إلي أن المنظمة كانت تعني باستقطاب الشباب من المنظمات والحركات الاحتجاجية وتدعوهم للسفر للخارج مع افتقادهم للخبرة وممارسة العمل الحقوقي، مستطردًا أن امتناع المدرب عن ذكر هويته كما قالت الناشطة في «48 ساعة» يؤكد أنه لا يريد إثارة أي تحفظات ضده من قبل المشاركين في الدورة.